التفاسير

< >
عرض

فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِيۤ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّالِحِينَ
١٩
-النمل

معالم التنزيل

قوله عزّ وجلّ: { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا }، قال الزجاج: أكثر ضحك الأنبياء التبسم. وقوله: { ضَاحِكاً } أي متبسماً. وقيل: كان أوله التبسم وآخره الضحك.

أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا يحيى بن سليمان، حدثني ابن وهب، أخبرنا عمرو، وهو ابن الحارث، أخبرنا النضر، حدثه عن سليمان بن يسار، عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً حتى أرى منه لَهَوَاتِه، إنما كان يتبسم.

أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني، أخبرنا أبو القاسم الخزاعي، أخبرنا الهيثم بن كليب، حدثنا أبو عيسى، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن المغيرة عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء قال: ما رأيتُ أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال مقاتل: كان ضحك سليمان من قول النملة تعجباً، لأن الإِنسان إذا رأى ما لا عهد له به تعجب وضحك، ثم حمد سليمان ربَّه على ما أنعم عليه.

{ وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِىۤ }، ألهمني، { أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِىۤ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ وَالِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَـٰلِحاً تَرْضَـٰهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ ٱلصَّـٰلِحِينَ }، أي: أدخلني في جملتهم، وأثبت اسمي مع أسمائهم واحشرني في زمرتهم، قال ابن عباس: يريد مع إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ومن بعدهم من النبيين. وقيل: أدخلني الجنة برحمتك مع عبادك الصالحين.