{ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ }، يعني الشرك، { فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِى ٱلنَّارِ }، يعني ألقوا على وجوههم، يقال: كَبَبْتُّ الرجلَ: إذا ألقيتُه على وجهه، فانكبَّ وأكبَّ، وتقول لهم خزنة جهنم: { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }، في الدنيا من الشرك.
قوله تعالى: { إِنَّمَآ أُمِرْتُ }، يقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم قل إنما أُمرت، { أَنْ أَعْبُدَ رَبِّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ } يعني مكة، { ٱلَّذِى حَرَّمَهَا }، جعلها الله حرماً آمناً, لا يسفك فيها دم، ولا يظلم فيها أحد، ولا يصاد صيدها، ولا يختلى خلاها، { وَلَهُ كُلُّ شَىءٍ }، خلقاً وملكاً، { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ }، لله.
{ وَأَنْ أَتْلُوَ ٱلْقُرْءَانَ }، يعني وأُمرت أن أتلو القرآن، { فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ }، أي: نفع اهتدائه يرجع إليه، { وَمَن ضَلَّ }، عن الإِيمان وأخطأ طريق الهدى، { فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ }، من المخوفين فليس عليّ إلاّ البلاغ، نسختها آية القتال.
{ وَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ }، على نعمه، { سَيُرِيكُمْ ءَايَـٰتِهِ }، يعني: يوم بدر، من القتل والسبي وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم، نظيره قوله عزّ وجلّ:
{ { سَأُوْرِيكُمْ ءَايَـٰتِى فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } [الأنبياء: 37]، وقال مجاهد: سيريكم آياته في السماء والأرض وفي أنفسكم، كما قال: { { سَنُرِيهِمْ ءَايَـٰتِنَا فِى ٱلأَفَاقِ وَفِىۤ أَنفُسِهِمْ } [فصلت: 53]، { فَتَعْرِفُونَهَا }، يعني: تعرفون الآيات والدلالات، { وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }، وعدهم بالجزاء على أعمالهم.