{ فَٱنظُرْ إِلَىٰ ءَاثَـٰرِ رَحْمَةِ ٱللَّهِ }, هكذا قرأ أهل الحجاز، والبصرة، وأبو بكر. وقرأ الآخرون: { إلى آثار رحمة الله }، على الجمع، أراد برحمة الله: المطر أي: انظر إلى حسن تأثيره في الأرض، وقال مقاتل: أثر رحمة الله أي: نعمته وهو النبت، { كَيْفَ يُحْىِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ }، يعني: أن ذلك الذي يحيي الأرض لمحيي الموتى، { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ }.
{ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا }، باردة مضرة فأفسدت الزرع، { فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً }، أي: والنبت والزرع مصفَرَّاً بعد الخضرة، { لَّظَلُّواْ }، لصاروا، { مِن بَعْدِهِ }، أي:من بعد إصفرار الزرع، { يَكْفُرُونَ }، يجحدون ما سلف من النعمة، يعني: أنهم يفرحون عند الخصب، ولو أرسلت عذاباً على زرعهم جحدوا سالف نعمتي.
{ فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْىِ عَن ضَلَـٰلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِـئَايَـٰتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ }.
{ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ }، قرىء بضم الضاد وفتحها، فالضم لغة قريش، والفتح لغة تميم، ومعنى "من ضعف"، أي: من نطفة، يريد من ذي ضعف، أي: من ماء ذي ضعف كما قال تعالى:
{ { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } [المرسلات: 20], { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ }، من بعد ضعف الطفولة شباباً، وهو وقت القوة، { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً }، هرماً، { وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ }، من الضعف والقوة والشباب والشيبة، { وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ }، بتدبير خلقه، { ٱلْقَدِيرُ }، على ما يشاء.