{ وَعْدَ ٱللَّهِ }، نصب على المصدر، أي: وعد الله وعداً بظهور الروم على فارس، { لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }.
{ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا }، يعني: أمر معايشهم، كيف يكتسبون ويتجرون، ومتى يغرسون ويزرعون ويحصدون، وكيف يبنون ويعيشون، وقال الحسن: إن أحدهم لينقر الدرهم بطرف ظفره فيذكر وزنه ولا يخطىء وهو لا يحسن أن يصلي { وَهُمْ عَنِ ٱلأَخِرَةِ هُمْ غَـٰفِلُونَ }، ساهون عنها جاهلون بها، لا يتفكرون فيها ولا يعملون لها.
{ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِىۤ أَنفُسِهِمْ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ }، أي: للحق، وقيل: لإِقامة الحق، { وَأَجَلٍ مُّسَمًّى }، أي لوقت معلوم إذا انتهت إليه فنيت، وهو القيامة، { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ لَكَـٰفِرُونَ }.
{ أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }، أولم يسافروا في الأرض فينظروا إلى مصارع الأمم قبلهم فيعتبروا، { كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ }، حرثوها وقلبوها للزراعة، { وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا }، أي: أكثر مما عمرها أهل مكة، قيل: قال ذلك لأنه لم يكن لأهل مكة حرث، { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ }، فلم يؤمنوا فأهلكهم الله، { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ }، بنقص حقوقهم، { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }، ببخس حقوقهم.