{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ }, يعني القيامة. { قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَـئَخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ }, أي: لا تتقدمون عليه يعني يوم القيامة، وقال الضحاك: يوم الموت لا تتأخرون عنه ولا تتقدمون بأن يزاد في أجلكم أو ينقص منه.
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا ٱلْقُرْءَانِ وَلاَ بِٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ }، يعني: التوراة والإِنجيل، { وَلَوْ تَرَىٰ }، يا محمد، { إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ مَوْقُوفُونَ }، محبوسون، { عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ٱلْقَوْلَ }، يرد بعضهم إلى بعض القول في الجدال، { يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ }، استحقروا وهم الأتباع، { لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ }، وهم القادة والأشراف، { لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ }، أي: أنتم منعتمونا عن الإِيمان بالله ورسوله.
{ قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ }، أجابهم المتبوعون في الكفر، { لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوۤاْ أَنَحْنُ صَدَدنَـٰكُمْ عَنِ ٱلْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَآءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ }، بترك الإِيمان.
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ بَلْ مَكْرُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ }، أي: مكركم بِنَا في الليل والنهار، والعرب تضيف الفعل إلى الليل والنهار على توسع الكلام، كما قال الشاعر:
وَنِمْتُ ومَا لَيْلُ المَطِيِّ بِنَائِمِ
وقيل: مكر الليل والنهار هو طول السلامة وطول الأمل فيهما، كقوله تعالى: { { فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } [الحديد: 16]. { إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ }، وأظهروا { ٱلنَّدَامَةَ }، وقيل: أخفوا، وهو من الأضداد، { لَمَّا رَأَوُاْ ٱْلَعَذَابَ وَجَعَلْنَا ٱلاَْغْلَـٰلَ فِىۤ أَعْنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }، في النار الأتباع والمتبوعين جميعاً. { هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } من الكفر والمعاصي في الدنيا.
{ وَمَآ أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ }، رؤساؤها وأغنياؤها، { إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَـٰفِرُونَ }.
{ وَقَالُواْ }، يعني: قال المترفون للفقراء الذين آمنوا: { نَحْنُ أَكْثَـرُ أَمْوَٰلاً وَأَوْلَـٰداً }، ولو لم يكن الله راضياً بما نحن عليه من الدين والعمل لم يخولنا الأموال والأولاد، { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ }، أي: إن الله أحسن إلينا في الدنيا بالمال والولد فلا يعذبنا.
{ قُلْ إِنَّ رَبِّى يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ }، يعني: أن الله يسبط الرزق ويقدر ابتلاءً وامتحاناً لا يدل البسط على رضا الله عنه ولا التضييق على سخطه، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }، أنها كذلك.