{يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِى لاَِجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ}، يعني: الأصنام، {مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ}، وهو لفافة النواة، وهي القشرة الرقيقة التي تكون على النواة.
{إِن تَدْعُوهُمْ}، يعني: إن تدعوا الأصنام، {لاَ يَسْمَعُواْ دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ} ما أجابوكم، {وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ} يتبرؤون منكم ومن عبادتكم إياها، ويقولون: ما كنتم إيانا تعبدون. {وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}، يعني: نفسه أي: لا ينبئك أحد مثلي خبير عالم بالأشياء.
{يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ}، إلى فضل الله والفقير المحتاج، {وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ}، الغني عن خلقه المحمود في إحسانه إليهم.
{إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ}, شديد.
{وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ}، أي: نفس مثقلة بذنوبها غيرها، {إِلَىٰ حِمْلِهَا}، أي: حمل ما عليها من الذنوب، {لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ}، أي: ولو كان المدعو ذا قرابة له ابنه أو أباه أو أمه أو أخاه. قال ابن عباس: يلقى الأب والأم ابنه فيقول: يا بني احمل عني بعض ذنوبي، فيقول: لا أستطيع حسبي ما عليّ.
{إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ}، يخافون، {رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ}، ولم يروه. وقال الأخفش: تأويله أي: إنذارك إنما ينفع الذين يخشون ربهم بالغيب، {وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَمَن تَزَكَّىٰ}، صلح وعمل خيراً، {فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ}، لها ثوابه، {وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ}.
{وَمَا يَسْتَوِى ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ}، يعني: الجاهل والعالم. وقيل: الأعمى عن الهدى والبصير بالهدى، أي: المؤمن والمشرك.
{وَلاَ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ}، يعني: الكفر والإِيمان.
{وَلاَ ٱلظِّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ}، يعني: الجنة والنار، قال ابن عباس: "الحرور": الريح الحارة بالليل، و"السموم" بالنهار. وقيل: "الحرور" يكون بالنهار مع الشمس.
{وَمَا يَسْتَوِى ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ}، يعني: المؤمنين والكفار. وقيل: العلماء والجهال.
{إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ}، حتى يتعظ ويجيب، {وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى ٱلْقُبُورِ}، يعني: الكفار شبههم بالأموات في القبور حين لم يجيبوا.
{إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ}، ما أنت إلاّ منذرٌ تخوّفهم بالنار.
{إِنَّآ أَرْسَلْنَـٰكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيرَاً وَنَذِيرَاً وإِنْ مِّنْ أُمَّةٍ}، ما من أمة فيما مضى {إِلاَّ خَلاَ}، سلف، {فِيهَا نَذِيرٌ}، نبي منذر.
{وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُنِيرِ}، الواضح كرر ذلك الكتاب بعد ذكر الزبر على طريق التأكيد.
{ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ}.