التفاسير

< >
عرض

ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ
٢١
وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٢٢
أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونَ
٢٣
إِنِّيۤ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٢٤
-يس

معالم التنزيل

{ ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْـئَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ }، قال قتادة: كان حبيب في غار يعبد ربه، فلما بلغه خبر الرسل أتاهم فأظهر دينه، فلما انتهى حبيب إلى الرسل قال لهم: تسألون على هذا أجراً؟ قالوا: لا، فأقبل على قومه فقال: { يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ * ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْـئَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ }, فلما قال ذلك قالوا له: وأنت مخالف لديننا ومتابع دين هؤلاء الرسل ومؤمن بإلههم؟ فقال:

{ وَمَا لِىَ لآَ أَعْبُدُ ٱلَّذِى فَطَرَنِى وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }، قرأ حمزة ويعقوب "ما ليْ" بإسكان الياء، والآخرون بفتحها. قيل: أضاف الفطرة إلى نفسه والرجوع إليهم، لأن الفطرة أثر النعمة، وكانت عليه أظهر، وفي الرجوع معنى الزجر وكان بهم أليق.

وقيل: إنه لما قال: اتبعوا المرسلين، أخذوه فرفعوه إلى الملك، فقال له الملك: أفأنت تتبعهم؟ فقال: { وَمَا لِىَ لآَ أَعْبُدُ ٱلَّذِى فَطَرَنِى }، وأي شيء لي إذا لم أعبد الخالق { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } تردون عند البعث فيجزيكم بأعمالكم.

{ ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ ءَالِهَةً }، استفهام بمعنى الإِنكار، أي لا أتخذ من دونه آلهة، { إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ }، بسوء ومكروه، { ٍلاَّ تُغْنِ عَنِّى }، لا تدفع عني، { شَفَـٰعَتُهُمْ شَيْئاً } أي: لا شفاعة لها أصلاً فتغني { وَلاَ يُنقِذُونِ } من ذلك المكروه، وقيل: لا ينقذون من العذاب لو عذبني الله إن فعلت ذلك.

{ إِنِّىۤ إِذاً لَّفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ }، خطأ ظاهر.