التفاسير

< >
عرض

إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ
٢٥
قِيلَ ٱدْخُلِ ٱلْجَنَّةَ قَالَ يٰلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ
٢٦
بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُكْرَمِينَ
٢٧
وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ
٢٨
إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ
٢٩
-يس

معالم التنزيل

{ إِنِّىۤ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ }, يعني فاسمعوا مني، فلما قال ذلك وثب القوم عليه وثبة رجل واحد فقتلوه.

قال ابن مسعود: وطئوه بأرجلهم حتى خرج قُصْبُه من دبره.

وقال السدي: كانوا يرمونه بالحجارة وهو يقول: اللهم اهدِ قومي، حتى قطعوه وقتلوه.

وقال الحسن: خرقوا خرقاً في حلقه فعلقوه بسور من سور المدينة، وقبره بأنطاكية فأدخله الله الجنة، وهو حي فيها يرزق، فذلك قوله عزّ وجلّ:

{ قِيلَ ٱدْخُلِ ٱلْجَنَّةَ }، فلما أفضى إلى الجنة، { قَالَ يٰلَيْتَ قَوْمِى يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِى رَبِّى }, يعني: بغفران ربي لي، { وَجَعَلَنِى مِنَ ٱلْمُكْرَمِينَ }، تمنى أن يعلم قومه أن الله غفر له وأكرمه، ليرغبوا في دين الرسل.

فلما قُتِلَ حبيب غضب الله له وعجل لهم النِقمة، فأمر جبريل عليه السلام فصاح بهم صيحة واحدة، فماتوا عن آخرهم, فذلك قوله عزّ وجلّ: { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ }، يعني: الملائكة، { وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ }، أي وما كنا نفعل هذا، بل الأمر في إهلاكهم كان أيسر مما يظنون.

وقيل: معناه { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ } أي: على قوم حبيب النجار من بعد قتله { مِن جُندٍ }، وما كنّا ننزلهم على الأمم إذا أهلكناهم، كالطوفان والصاعقة والريح، ثم بيّن عقوبتهم. فقال تعالى:

{ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَٰحِدَةً }, وقرأ أبو جعفر: صيحةٌ واحدة، بالرفع، جعل الكون بمعنى الوقوع.

قال المفسرون: أخذ جبريل بعَضَادَتَي باب المدينة، ثم صاح بهم صيحةً واحدة، { فَإِذَا هُمْ خَـٰمِدُونَ }، ميتون.