التفاسير

< >
عرض

فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ
٤٢
فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ
٤٣
عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ
٤٤
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ
٤٥
بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ
٤٦
لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ
٤٧
وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ
٤٨
كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ
٤٩
-الصافات

معالم التنزيل

{ فَوَٰكِهُ } جمع الفاكهة، وهي الثمار كلها رطبها ويابسها، وهي كل طعام يؤكل للتلذذِ لاَ للقوت، { وَهُم مُّكْرَمُونَ }، بثواب الله.

{ فِى جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ * عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ }, لا يرى بعضهم قَفَا بعضٍ.

{ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ }، إناء فيه شراب ولا يكون كأساً حتى يكون فيه شراب، وإلا فهو إناء، { مِّن مَّعِينٍ }، خمر جارية في الأنهار ظاهرة تراها العيون.

{ بَيْضَآءَ }، قال الحسن: خمر الجنة أشد بياضاً من اللبن، { لَذَّةٍ }، أي: لذيذة، { لِّلشَّـٰرِبِينَ }.

{ لاَ فِيهَا غَوْلٌ }، قال الشعبي: لا تغتال عقولهم فتذهب بها. قال الكلبي: إثم. وقال قتادة: وَجَعُ البطن. وقال الحسن: صداع.

وقال أهل المعاني: "الغَوْل" فساد يلحق في خفاء، يقال: اغتاله اغتيالاً إذا أفسد عليه أمره في خفية، وخمرة الدنيا يحصل منها أنواع من الفساد، منها السُكْر وذهاب العقل، ووجع البطن، والصداع، والقيء، والبول، ولا يوجد شيء من ذلك في خمر الجنة.

{ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ }، قرأ حمزة والكسائي: "ينزِفون" بكسر الزاي وافقهما عاصم في الواقعة، وقرأ الآخرون بفتح الزاي فيهما، فمن فتح الزاي فمعناه: لا يغلبهم على عقولهم ولا يسكرون، يقال: نزف الرجل فهو منزوف ونزيف، إذا سكر، ومن كسر الزاي فمعناه: لا ينفد شرابهم، يقال: أنزف الرجل فهو منزوف، إذا فنيت خمره.

{ وَعِندَهُمْ قَـٰصِرَٰتُ ٱلطَّرْفِ }، حابسات الأعين غاضات الجفون، قصرن أعينهن على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم، { عِينٌ }، أي: حسان الأعين، يقال: رجل أعين وامرأة عيناء ونساء عِين.

{ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ }، جمع البيضة، { مَّكْنُونٌ }، مصون مستور، وإنما ذكَّر "المكنون والبيض" جمع لأنه رده إلى اللفظ.

قال الحسن: شبههنّ ببيض النعامة تكنها بالريش من الريح والغبار، فلونها أبيض في صفرة. ويقال: هذا أحسن ألوان النساء أن تكون المرأة بيضاء مشرّبة صفرة، والعرب تشبهها ببيضة النعامة.