التفاسير

< >
عرض

فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ
٩٠
فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ
٩١
مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ
٩٢
فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ
٩٣
فَأَقْبَلُوۤاْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ
٩٤
قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ
٩٥
وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
٩٦
قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي ٱلْجَحِيمِ
٩٧
فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَسْفَلِينَ
٩٨
-الصافات

معالم التنزيل

{ فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ }، إلى عيدهم فدخل إبراهيم على الأصنام فكسرها. كما قال الله تعالى: { فَرَاغَ إِلَىٰ ءَالِهَتِهِمْ }، مال إليها ميلة في خفية، ولا يقال "راغ" حتى يكون صاحبه مخفياً لذهابه ومجيئه، { فَقَالَ } استهزاءً بها. { أَلاَ تَأْكُلُونَ }، يعني: الطعام الذي بين أيديكم.

{ مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ * فَرَاغَ عَلَيْهِمْ }، مال عليهم، { ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ }، أي: كان يضربهم بيده اليمنى لأنها أقوى على العمل من الشمال. وقيل: باليمين أي: بالقوة. وقيل: أراد به القسم الذي سبق منه وهو قوله: { { وَتَٱللهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ } [الأنبياء: 57].

{ فَأَقْبَلُوۤاْ إليهِ }، يعني إلى إبراهيم، { يَزِفُّونَ }، يسرعون، وذلك أنهم أخبروا بصنيع إبراهيم بآلهتهم فأسرعوا إليه ليأخذوه.

قرأ الأعمش وحمزة: "يُزفون" بضم الياء وقرأ الآخرون بفتحها، وهما لغتان. وقيل: بضم الياء، أي: يحملون دوابهم على الجد والإسراع.

{ قالَ }، لهم إبراهيم على وجه الحجاج، { أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ }، يعني: ما تنحتون بأيديكم.

{ وَٱللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }، بأيديكم من الأصنام، وفيه دليل على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى.

{ قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَـٰناً فَأَلْقُوهُ فِى ٱلْجَحِيمِ }، معظم النار، قال مقاتل: بنوا له حائطاً من الحجر طوله في السماء ثلاثون ذراعاً، وعرضه عشرون ذراعاً، وملؤوه من الحطب وأوقدوا فيه النار وطرحوه فيها.

{ فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً }، شراً وهو أن يحرقوه، { فَجَعَلْنَـٰهُمُ ٱلأَسْفَلِينَ }، أي المقهورين حيث سلّم الله تعالى إبراهيم وردّ كيدهم.