قوله عزّ وجلّ: { فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَآءً }، لينة ليست بعاصفة، { حَيْثُ أَصَابَ }، [حيث أراد]، تقول العرب: أصاب الصواب [فأخطأ الجواب، تريد أراد الصواب].
{ وَٱلشَّيَـٰطِينَ }، أي: وسخرنا له الشياطين، { كُلَّ بَنَّآءٍ }، يبنون له ما يشاء من محاريب وتماثيل، { وَغَوَّاصٍ }، يستخرجون له اللآليء من البحر، وهو أول من استخرج اللؤلؤ من البحر.
{ وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِى ٱلأَصْفَادِ }، مشدودين في القيود، أي: وسخرنا له آخرين، يعني: مردة الشياطين، سخروا له حتى قرنهم في الأصفاد.
{ هَـٰذَا عَطَآؤُنَا }، أي قلنا له هذا عطاؤنا، { فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }، المنُّ: هو الإحسان إلى من لا يستثنيه، معناه: أعطِ من شئت وأمسك عمن شئت، { بِغَيْرِ حِسَابٍ }، لا حرج عليك فيما أعطيت وفيما أمسكت.
قال الحسن: ما أنعم الله على أحد نعمة إلا عليه تبعة، إلا سليمان فإنه أعطى أُجر، وإن لم يعط لم يكن عليه تبعة.
وقال مقاتل: هذا في أمر الشياطين، يعني: خلِّ من شئت منهم، وأمسك من شئت في وثاقك، لا تبعة عليك فيما تتعاطاه.