التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَٰوةَ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ إِنَّ ٱلصَّلَٰوةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰباً مَّوْقُوتاً
١٠٣
-النساء

معالم التنزيل

{ فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلاَةَ }، يعني: صلاة الخوف، أي: فرغتم منها، { فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ } أي صلُّوا لله { قِيَـٰماً } في حال الصحة، { وَقُعُوداً }، في حال المرض، { وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ }، عند الحرج والزمانة، وقيل: اذكُروا اللّهَ بالتسبيح والتحميد والتهليل والتمجيد، على كل حال.

أخبرنا عمرو بن عبد العزيز الكاشاني أنا القاسم بن جعفر الهاشمي أنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي أنا أبو داود السجستاني أنا محمد بن العلاء أنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة عن الزهري عن عُروة عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: "كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يذكُر الله على كل أحيانه" .

{ فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ } أي: سكنتم وأمنتم، { فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ } أي: أتموها أربعاً بأركانها، { إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَـٰباً مَّوْقُوتاً }، قيل: واجباً مفروضاً مقدراً في الحضر أربع ركعات وفي السفر ركعتان، وقال مجاهد: أي فرضاً مؤقتاً وقّتَه الله عليهم.

وقد جاء بيان أوقات الصلاة في الحديث، أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي أنا أبو بكر عبد الله بن هاشم حدثنا وكيع أنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث عن عياش بن أبي ربيعة الزرقي عن حكيم بن حكيم بن عَبَّاد بن حُنَيفْ عن نافع ابن جبير بن مطعم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "أمَّنِي جبريلُ عند البيتِ مرتين فصلّى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلّى بي العشاءَ حينَ غابَ الشّفقُ، وصلّى بي الفجرَ حين حَرُمَ الطعامُ والشرابُ على الصائم، وصلّى بي الغد الظهرَ حين كان ظِلُّ كلِّ شيءٍ مثله، وصلّى بي العصرَ حين كان ظِلّ كلّ شيء مثليه، وصلّى بي المغربَ حين أفطرَ الصائم، وصلّى بي العشاء ثُلُثَ الليل الأول، وصلّى بي الفجرَ فأسفر، ثم التفتَ إلي قال: يا محمد هذا وقتُ النبيين من قبلك، الوقتُ ما بين هذين الوقتين" .

أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو بكر بن الحسن الحيري أنا وكيع أنا حاجب بن أحمد ثنا عبد الله بن هشام ثنا وكيع ثنا بدر بن عثمان ثنا أبو بكر بن أبي موسى الأشعري عن أبيه رضي الله عنه: "عن النبي صلّى الله عليه وسلم أن سائلاً أتاه فسأله عن مواقيت الصلاة، قال: فلم يردَّ عليه شيئاً ثم أمر بلالاً فأذن ثم أمره فأقام الصلاةَ حين انشقَّ الفجرُ فصلى، ثم أمره فأقام الظهرَ، والقائل يقول: قد زالت الشمس أو لم تزل، وهو كان أعلم منهم، ثم أمره فأقام العصرَ والشمسُ مرتفعةٌ بيضاء نقية، ثم أمره فأقام المغربَ حين وقعت الشمس، ثم أمره فأقام العشاء حين سقوط الشفق، قال: وصلّى الفجرَ من الغد، والقائل يقول: طلعتِ الشمسُ أو لم تطلع، وصلى الظهر قريباً من وقت العصر بالأمس وصلى العصر والقائل يقول قد احمَّرتِ الشمسُ وصلّى المغربَ قبلَ أن يغيبَ الشفق الأحمر، وصلى العشاء ثُلُثَ الليل الأول، ثم قال: أين السائل، عن الوقت؟ فقال الرجل: أنا يارسول الله، قال: ما بين هذين الوقتين وقت" .