قوله تعالى: { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِى ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ }، أهلككم، أي: ظنكم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون، أرداكم. قال ابن عباس: طرحكم في النار، { فَأَصْبَحْتُم مِّنَ ٱلُخَـٰسِرِينَ }، ثم أخبر عن حالهم فقال:
{ فَإِن يَصْبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ }، مسكن لهم، { وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ }، يسترضوا ويطلبوا العتبى، { فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ }، المُرضين، والمعتَب الذي قُبل عتابُه وأجيب إلى ما سأل، يقال: أعتبني فلان، أي: أرضاني بعد إسخاطه إيّاي، واستعتبته: طلبت منه أن يعتب، أي: يرضى.
{ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ }، أي: بعثنا ووكلنا، وقال مقاتل: هيأنا. وقال الزجاج: سبَّبْنا لهم. { قُرَنَآءَ }، نُظراء من الشياطين حتى أضلوهم، { فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ }، من أمر الدنيا حتى آثروه على الآخرة، { وَمَا خَلْفَهُمْ }، من أمر الآخرة فدعوهم إلى التكذيب به وإنكار البعث، { وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِىۤ أُمَمٍ }، مع أمم، { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَـٰسِرِينَ }.
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }، من مشركي قريش، { لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْءَانِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ }، قال ابن عباس: يعني الغطوا فيه، وكان بعضهم يُوصي إلى بعض إذا رأيتم محمداً يقرأ فعارضوه بالرجز والشعر واللغو. قال مجاهد: والغوا فيه بالمُكاء والصفير. وقال الضحاك: أكثروا الكلام فيختلط عليه ما يقول: وقال السدي: صيحوا في وجهه. { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }، محمداً على قراءته.
{ فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِى }، يعني بأسوأ الذي، أي: بأقبح الذي، { كَانُواْ يَعْمَلُونَ }، في الدنيا وهو الشرك بالله.