التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
٧
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ
٨
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ
٩
أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا
١٠
ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ
١١
إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ
١٢
-محمد

معالم التنزيل

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَنْصُرُواْ ٱللهَ }، أي دينه ورسوله، { يَنصُرْكُمْ }، على عدوكم، { وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }، عند القتال.

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ }، قال ابن عباس: بُعداً لهم. وقال أبو العالية: سقوطاً لهم. وقال الضحاك: خيبةً لهم. وقال ابن زيد: شقاءً لهم. قال الفراء: هو نصبٌ على المصدر، على سبيل الدعاء. وقيل: في الدنيا العثرة، وفي الآخرة التردي في النار. ويقال للعاثر: تعساً إذا لم يريدوا قيامه، وضده لعاً إذا أرادوا قيامه، { وَأَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ }، لأنها كانت في طاعة الشيطان.

{ ذَلِكَ } التعس والإضلال، { بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَـٰلَهُمْ }.

ثم خوّف الكفار فقال: { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللهُ عَلَيْهِمْ }، أي أهلكهم، { وَلِلْكَـٰفِرِينَ أَمْثَـٰلُهَا }، إن لم يؤمنوا، يتوعد مشركي مكة.

{ ذَلِكَ }، الذي ذكرت، { بِأَنَّ ٱللهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ }، وليهم وناصرهم، { وَأَنَّ ٱلْكَـٰفِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ }، لا ناصر لهم. ثم ذكر مآل الفريقين فقال:

{ إِنَّ ٱللهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنهَـٰرُ وَٰلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ }، في الدنيا، { وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَـٰمُ }، ليس لهم همة إلاّ بطونهم وفروجهم، وهم لا هون ساهون عمّا في غد، قيل: المؤمن في الدنيا يتزود والمنافق يتزين، والكافر يتمتع، { وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ }.