قوله عزّ وجلّ: { وَٱسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ }، أي: واستمع يا محمد صيحة القيامة والنشور يوم ينادي المنادي، قال مقاتل: يعني إسرافيل ينادي بالحشر يا أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة، إن الله يأمركنّ أن تجتمعن لفصل القضاء { مِنْ مَّكَانٍ قَرِيبٍ } من صخرة بيت المقدس، وهي وسط الأرض. قال الكلبي: هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً.
{ يَوْمَ يَسْمَعُونَ ٱلصَّيْحَةَ بِٱلْحَقِّ }، وهي الصيحة الأخيرة، { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ }، من القبور.
{ إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً }، جمع سريع، أي: يخرجون سراعاً، { ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا }، جمع علينا { يَسِيرٌ }.
{ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ }، يعني: كفار مكة في تكذيبك، { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ }، بمسلط تجبرهم على الإِسلام إنما بعثتَ مُذَكِّراً، { فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيد }، أي: ما أوعدتُ مَنْ عصاني من العذاب.
قال ابن عباس: قالوا: يا رسول الله لو خوفتنا، فنزلت: { فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }.