{وَفِىۤ ٱلأَرْضِ ءَايَاتٌ}، عِبَر، {لِّلْمُوقِنِينَ}، إذا سَارُوا فيها من الجبال والبحار والأشجار والثمار وأنواع النبات. {وَفِىۤ أَنفُسِكُمْ}، آياتٌ، إذْ كانت نطفةً ثم علقةً ثم مضغةً ثم عظماً إلى أن نفخ فيها الروح.
قال عطاء عن ابن عباس: يريد اختلاف الألسنة والصور والألوان والطبائع.
وقال ابن الزبير: يريد سبيل الغائط والبول يأكل ويشرب من مدخل واحد ويخرج من سبيلين.
{أَفَلاَ تُبْصِرُونَ}، [قال مقاتل]: أفلا تبصرون كيف خلقكم فتعرفوا قدرته على البعث.
{وَفِى ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ}، قال ابن عباس ومجاهد ومقاتل: يعني المطر الذي هو سبب الأرزاق، {وَمَا تُوعَدُونَ}، قال عطاء: من الثواب والعقاب. وقال مجاهد: من الخير والشر. وقال الضحاك: وما توعدون من الجنة والنار، ثم أقسم بنفسه فقال:
{فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ}، أي: ما ذكرت من أمر الرزق لحقٌّ، {مِّثْلَ}، قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم: "مِثْلُ" برفع اللام بدلاً من "الحق"، وقرأ الآخرون بالنصب أي كمثل، {مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}، فتقولون: لا إله إلا الله. وقيل: شبّه تحقيق ما أخبر عنه بتحقيق نطق الآدمي، كما تقول: إنه لحق كما أنت هاهنا، وإنه لحق كما أنك تتكلم، والمعنى: إنه في صدقه ووجوه كالذي تعرفه ضرورة: وقال بعض الحكماء: يعني: كما أن كل إنسان ينطق بلسان نفسه لا يمكنه أن ينطق بلسان غيره فكذلك كل إنسان يأكل رزق نفسه الذي قسم له، ولا يقدر أن يأكل رزق غيره.