{يَتَنَـٰزَعُونَ}، يتعاطون ويتناولون، {فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا}، وهو الباطل، وروي ذلك عن قتادة، وقال مقاتل بن حيان: لا فضول فيها. وقال سعيد بن المسيب: لا رفث فيها. وقال ابن زيد: لا سباب ولا تخاصم فيها. وقال القتيبي: لا تذهب عقولهم فيلغوا ويرفثوا، {وَلاَ تَأْثِيمٌ}، أي لا يكون منهم ما يؤثمهم. قال الزجَّاج: لا يجري بينهم ما يلغي ولا ما فيه إثم كما يجري في الدنيا لشرية الخمر وقيل: لا يأثمون في شربها.
{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ}، بالخدمة، {غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ}، في الحُسن والبياض والصفاء، {لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ}، مخزون مصون لم تمسه الأيدي. قال سعيد بن جبير: يعني في الصدف.
قال عبد الله بن عمر: وما من أحد من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألف غلام، وكل غلام على عملٍ ما عليه صاحبه.
وروي عن الحسن أنه لما تلا هذه الآية قال: قالوا يا رسول الله: الخادم كاللؤلؤ المكنون، فكيف المخدوم؟
وعن قتادة أيضاً قال: ذكر لنا أن رجلاً قال: يا نبي الله هذا الخادم فكيف المخدوم؟ قال:
"فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب" . {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ}، يسأل بعضهم بعضاً في الجنة. قال ابن عباس: يتذاكرون ما كانوا فيه من التعب والخوف في الدنيا.
{قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِىۤ أَهْلِنَا}، في الدنيا، {مُشْفِقِينَ}، خائفين من العذاب.