{ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ }، مرقىً ومصعد إلى السماء، { يَسْتَمِعُونَ فِيهِ }، أي يستمعون عليه الوحي، كقوله:
{ { وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِى جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ } [طه:71] أي: عليها، معناه: ألهم سُلّم يرتقون به إلى السماء، فيستمعون الوحي ويعلمون أن ما هم عليه حق بالوحي، فهم مستمسكون به كذلك؟ { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم }، إن ادعوا ذلك، { بِسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ }، حجة بينة.{ أَمْ لَهُ ٱلْبَنَـٰتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ }، هذا إنكار عليهم حين جعلوا لله ما يكرهون، كقوله:
{ { فَٱسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ } [الصافات:149]. { أَمْ تَسْـئَلُهُمْ أَجْراً }، جُعْلاً على ما جئتهم به ودعوتهم إليه من الدين، { فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ }، أثقلهم ذلك المغرم الذي تسألهم، فمنعهم ذلك عن الإِسلام.
{ أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ }، أي: علم ما غاب عنهم، حتى عملوا أن ما يخبرهم الرسول من أمر القيامة والبعث باطل.
وقال قتادة: هذا جواب لقولهم: { نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُون }، يقول: أعندهم علم الغيب حتى علموا أن محمداً صلى الله عليه وسلم يموت قبلهم؟ { فَهُمْ يَكْتُبُونَ }، أي: يحكمون، والكتاب: الحكم،
"قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجلين اللذين تخاصما إليه: أقضي بينكما بكتاب الله" أي بحكم الله. وقال ابن عباس: معناه أم عندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون ما فيه ويخبرون الناس به؟
{ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً }، مكراً بك ليهلكوك، { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ }، أي: هم المجزيون بكيدهم يريد أن ضرر ذلك يعود عليهم، ويحيق مكرهم بهم، وذلك أنهم مكروا به في دار الندوة فقتلوا ببدر.