{ أَمْ لِلإِنسَـٰنِ مَا تَمَنَّىٰ }، أيظن الكافر أن له ما يتمنى ويشتهي من شفاعة الأصنام؟
{ فَلِلَّهِ ٱلأَخِرَةُ وٱلأُولَىٰ }، ليس كما ظن الكافر وتمنى، بل لله الآخرة والأولى لا يملك أحدٌ فيهما شيئاً إلاّ بإذنه.
{ وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ }، ممن يعبدهم هؤلاء الكفار ويرجون شفاعتهم عند الله، { لاَ تُغْنِى شَفَـٰعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللهُ }، في الشفاعة، { لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ }، أي: من أهل التوحيد. قال ابن عباس: يريد لا تشفع الملائكة إلاّ لمن رضي الله عنه، وجَمَع الكناية في قوله: "شفاعتهم" والمَلَكُ واحد، لأن المراد من قوله: { وَكَم مِّن مَّلَكٍ }، الكثرة فهو كقوله:
{ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَـٰجِزِينَ } [الحاقة:47]. { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنثَىٰ }، أي: بتسمية الأنثى حين قالوا: إنهم بنات الله.
{ وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ }، قال مقاتل: معناه ما يستيقنون أنهم [بنات الله]، { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِى مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً }، "والحق" بمعنى العلم، أي: لا يقوم الظن مقام العلم. وقيل: "الحق" بمعنى العذاب، أي: أظنهم لا ينقذهم من العذاب شيء.