{ وَثَمُودَا }، وهم قوم صالح أهلكهم الله بالصيحة، { فَمَآ أَبْقَىٰ }، منهم أحداً.
{ وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ }، أي: أهلك قوم نوح من قبل عاد وثمود، { إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأطْغَىٰ }، لطول دعوة نوح إيّاهم وعتوهم على الله بالمعصية والتكذيب.
{ وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ }، قُرى قوم لوط، { أَهْوَىٰ }، أسقط أي: أهواها جبريل بعدما رفعها إلى السماء. { فَغَشَّـٰهَا }، ألبسها الله، { مَا غَشَّىٰ }، يعني: الحجارة المنضودة المسومة.
{ فَبِأَىِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ }، نِعَمِ ربك أيها الإِنسان، وقيل: أراد الوليد بن المغيرة، { تَتَمَارَىٰ }، تشك، وتجادل، وقال ابن عباس: تكذب.
{ هَـٰذَا نَذِيرٌ }، يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم، { مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ }، أي رسول من الرسل أرسل إليكم كما أرسلوا إلى أقوامهم، وقال قتادة يقول: أنذر محمدٌ كما أنذر الرسلُ من قبله.
{ أَزِفَتِ ٱلأَزِفَةُ }، دنت القيامة واقتربت الساعة.
{ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللهِ كَاشِفَةٌ }، أي: مظهرة مقيمة كقوله تعالى:
{ { لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ } [الأعراف:187]، والهاء فيه للمبالغة أو على تقدير: نفس كاشفة. ويجوز أن تكون الكاشفة مصدراً كالخافية والعافية، والمعنى: ليس لها من دون الله كاشف، أي لا يكشف عنها ولا يظهرها غيره. وقيل: معناه: ليس لها رادّ يعني: إذا غشيت الخلقَ أهوالُها وشدائدُها لم يكشفها ولم يردّها عنهم أحد، وهذا قول عطاء وقتادة والضحاك. { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ }، يعني القرآن، { تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ }، يعني: استهزاءً، { وَلاَ تَبْكُونَ }، مما فيه من الوعيد.