التفاسير

< >
عرض

وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ
٢
وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ
٣
-القمر

معالم التنزيل

{ وَإِن يَرَوْاْ ءَايَةً يُعْرِضُواْ ويَقُولواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ }، أي: ذاهب وسوف يذهب ويبطل، من قولهم: مرّ الشيء واستمر إذا ذهب، مثل قولهم: قرّ واستقر، قال هذا قول مجاهد وقتادة، وقال أبو العالية والضحاك: "مستمر"، أي: قوي شديد يعلو كل سحر، من قولهم: مرّ الحبل، إذا صَلُبَ واشتدّ، وأمررته إذا أحكمت فَتْله واستمر الشيء إذا قوي واستحكم.

{ وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ }، أي: كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وما عاينوا من قدرة الله عزّ وجلّ، واتبعوا ما زين لهم الشيطان من الباطل، { وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ }، قال الكلبي: لكل أمر حقيقة، ما كان منه في الدنيا فسيظهر، وما كان منه في الآخرة فسيعرف. وقال قتادة: كل أمر مستقر فالخير مستقر بأهل الخير، والشر مستقر بأهل الشر.

وقيل: كل أمر من خير أو شر مستقرٌ قراره. فالخير مستقر بأهله في الجنة، والشر مستقر بأهله في النار.

وقيل: يستقر قول المصدقين والمكذبين حتى يعرفوا حقيقته بالثواب والعقاب. وقال مقاتل: لكل حديث منتهى. وقيل: كل ما قدر كائن واقع لا محالة.

وقرأ أبو جعفر "مستقرٍ"، بكسر الراء، ولا وجه له.