التفاسير

< >
عرض

كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
١٨
إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ
١٩
تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ
٢٠
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
٢١
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٢٢
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ
٢٣
فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ
٢٤
أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ
٢٥
-القمر

معالم التنزيل

{ كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ * إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً }، شديدة الهبوب, { فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } شديد دائم الشؤم، استمر عليهم بنحو سنة فلم يُبْقِ منهم أحداً إلا أهلكه، قيل: كان ذلك يوم الأربعاء في آخر الشهر.

{ تَنزِعُ ٱلنَّاسَ }، تقلعهم ثم ترمي بهم على رؤوسهم فتدق رقابهم. وروي أنها كانت تنزع الناس من قبورهم، { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ }، قال ابن عباس: أصولها، وقال الضحاك: أوراك نخل. { مُّنقَعِرٍ }، منقطع من مكانه، ساقط على الأرض. وواحد الأعجاز عَجُز، مثل عضد وأعضاد، وإنما قال: "أعجاز نخل" وهي أصولها التي قطعت فروعها، لأن الريح كانت تبين رؤوسهم من أجسادهم، فتبقى أجسام بلا رؤوس.

{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ }، بالإِنذار الذي جاءهم به صالح.

{ فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً }، آدمياً، { مِّنَّا وَٰحِداً نَّتَّبِعُهُ }، ونحن جماعة كثيرة وهو واحد، { إِنَّآ إِذاً لَّفِى ضَلَـٰلٍ }، خطأ وذهابٍ عن الصواب، { وَسُعُرٍ }، قال ابن عباس: عذاب، وقال الحسن: شدة عذاب. وقال قتادة: عناء، يقولون: إنا إذاً لفي عناء وعذاب مما يلزمنا من طاعته. قال سفيان بن عيينة: هو جمع سعير. وقال الفراء: جنون، يقال ناقة مسعورة إذا كانت خفيفة الرأس هائمة على وجهها. وقال وهب: وسُعُر: أي: بَعُدَ عن الحق.

{ أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ }، أأنزل الذكر الوحي، { مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ }، بطر متكبر يريد أن يتعظم علينا بادعائه النبوة، "والأَشَر": المرح والتجبُّر.