{ كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ * إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً }، شديدة الهبوب, { فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } شديد دائم الشؤم، استمر عليهم بنحو سنة فلم يُبْقِ منهم أحداً إلا أهلكه، قيل: كان ذلك يوم الأربعاء في آخر الشهر.
{ تَنزِعُ ٱلنَّاسَ }، تقلعهم ثم ترمي بهم على رؤوسهم فتدق رقابهم. وروي أنها كانت تنزع الناس من قبورهم، { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ }، قال ابن عباس: أصولها، وقال الضحاك: أوراك نخل. { مُّنقَعِرٍ }، منقطع من مكانه، ساقط على الأرض. وواحد الأعجاز عَجُز، مثل عضد وأعضاد، وإنما قال: "أعجاز نخل" وهي أصولها التي قطعت فروعها، لأن الريح كانت تبين رؤوسهم من أجسادهم، فتبقى أجسام بلا رؤوس.
{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ }، بالإِنذار الذي جاءهم به صالح.
{ فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً }، آدمياً، { مِّنَّا وَٰحِداً نَّتَّبِعُهُ }، ونحن جماعة كثيرة وهو واحد، { إِنَّآ إِذاً لَّفِى ضَلَـٰلٍ }، خطأ وذهابٍ عن الصواب، { وَسُعُرٍ }، قال ابن عباس: عذاب، وقال الحسن: شدة عذاب. وقال قتادة: عناء، يقولون: إنا إذاً لفي عناء وعذاب مما يلزمنا من طاعته. قال سفيان بن عيينة: هو جمع سعير. وقال الفراء: جنون، يقال ناقة مسعورة إذا كانت خفيفة الرأس هائمة على وجهها. وقال وهب: وسُعُر: أي: بَعُدَ عن الحق.
{ أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ }، أأنزل الذكر الوحي، { مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ }، بطر متكبر يريد أن يتعظم علينا بادعائه النبوة، "والأَشَر": المرح والتجبُّر.