التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدِّهَانِ
٣٧
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٨
فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ
٣٩
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٤٠
-الرحمن

معالم التنزيل

{ فَإِذَا ٱنشَقَّتِ }، انفرجت، { ٱلسَّمَآءُ }، فصارت أبواباً لنزول الملائكة { فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدِّهَانِ }، أي كلون الفرس الورد، وهو الأبيض الذي يضرب إلى الحمرة والصفرة، قال قتادة: إنها اليوم خضراء ويكون لها يومئذ لون آخر إلى الحمرة.

وقيل: إنها تتلون ألواناً يومئذ كلون الفرس الورد يكون في الربيع أصفر وفي أول الشتاء أحمر فإذا اشتد الشتاء كان أغبر فشبه السماء في تلونها عند انشقاقها بهذا الفرس في تلونه.

{ كَٱلدِّهَانِ }، جمع دهن. شبه تلون السماء بتلون الورد من الخيل، وشبه الوردة في اختلاف ألوانها بالدهن واختلاف ألوانه، وهو قول الضحاك ومجاهد وقتادة والربيع.

وقال عطاء بن أبي رباح: "كالدهان" كعصير الزيت يتلون في الساعة ألواناً.

وقال مقاتل: كدهن الورد الصافي. وقال ابن جريج تصير السماء كالدهن الذائب وذلك حين يصيبها حرّ جهنم.

وقال الكلبي: كالدهان أي كالأديم الأحمر وجمعه أدهنة ودهن { فَبِأَىِّ ءَالاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }.

{ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْـئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ }، قال الحسن وقتادة: لا يُسْألون عن ذنوبهم لتعلم من جهتهم، لأن الله عزّ وجلّ علمها منهم، وكتبت الملائكة عليهم، وهي رواية العوفي عن ابن عباس.

وعنه أيضاً لا تسأل الملائكة المجرمين لأنهم يعرفونهم بسيماهم. دليله: ما بعده، وهذا قول مجاهد.

وعن ابن عباس في الجمع بين هذه الآية وبين قوله: { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [الحجر:92]، قال: لا يسألهم هل عملتم كذا وكذا؟ لأنه أعلم بذلك منهم، ولكن يسألهم لم عملتم كذا وكذا؟

وعن عكرمة أنه قال: إنها مواطن، يسأل في بعضها ولا يسأل في بعضها.

وعن ابن عباس أيضاً: لا يسألون سؤال شفقة ورحمة وإنما يُسْألون سؤال تقريع وتوبيخ.

وقال أبو العالية لا يسأل غير المجرم عن ذنب المجرم. { فَبِأَىِّ ءَالاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }.