التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٦٩
فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ
٧٠
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٧١
حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ
٧٢
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٧٣
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ
٧٤
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٧٥
مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ
٧٦
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٧٧
تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ
٧٨
-الرحمن

معالم التنزيل

{ فَبِأَىِّ ءَالاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِنَّ }، يعني في الجنات الأربع، { خَيْرَٰتٌ حِسَانٌ }، روى الحسن عن أبيه "عن أم سلمة قالت: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرني عن قوله: { خَيْرَٰتٌ حِسَانٌ }, قال: خيرات الأخلاق حسان الوجوه" .

{ فَبِأَىِّ ءَالاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَّقْصُورَٰتٌ }، محبوسات مستورات في الحجال، يقال: امرأة مقصورة وقصيرة إذا كانت مخدرة مستورة لا تخرج. وقال مجاهد: يعني قصرن طرفهن وأنفسهن على أزواجهن فلا يبغين لهم بدلاً.

وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بين السماء والأرض ولملأت ما بينهما ريحاً، ولَنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها" .

{ فِى ٱلْخِيَامِ }، جمع خيمة، أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا عبد العزيز بن عبد الصمد، أخبرنا عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة عرضها ستون ميلاً، في كل زاوية منها أهلٌ ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن" .

{ فَبِأَىِّ ءَالاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ * فَبِأَىِّ ءَالاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ }، قال سعيد بن جبير: "الرفرف": رياض الجنة. "خضر" مخصبة. ويروى ذلك عن ابن عباس، واحدتها رفرفة، وقال: الرفارف جمع الجمع، وقيل: "الرفرف": البسط، وهو قول الحسن ومقاتل والقرظي. وروى العوفي عن ابن عباس: "الرفرف": فضول المجالس والبسط، وقال الضحاك وقتادة: هي مجالس خضر فوق الفرش. وقال ابن كيسان: هي المرافق. وقال ابن عيينة الزرابي. وقال غيره: كل ثوب عريض عند العرب فهو رفرف.

{ وَعَبْقَرِىٍّ حِسَانٍ }، هي الزرابي والطنافس الثخان، وهي جَمْعٌ، واحدتها عبقرية، وقال قتادة: "العبقري": عتاق الزرابي. وقال أبو العالية: هي الطنافس المخملة إلى الرقة ما هي. وقال القتيبي: كل ثوب موشَّى عند العرب: عبقري.

وقال أبو عبيدة: هو منسوب إلى أرض يعمل بها الوشي.

قال الخليل: كل جليل نفيس فاخر من الرجال وغيرهم عند العرب: عبقريٌّ، "ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه: فلم أر عبقرياً يفري فريه" .

{ فَبِأَىِّ ءَالاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * تَبَـٰرَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِى ٱلْجَلَـٰلِ وَٱلإِكْرَامِ }، قرأ أهل الشام "ذو الجلال" بالواو وكذلك هو في مصاحفهم إجراءً على الاسم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني، أخبرنا أبو محمد بن محمد بن علي بن محمد بن شريك الشافعي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم، حدثنا أبو بكر الجوربذي، أخبرنا أحمد بن حرب، أخبرنا أبو معاوية الضرير عن عاصمٍ عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم من الصلاة لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" .