{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ} للخدمة، {وِلْدَٰنٌ}، غلمان، {مخَلَّدُون}، لا يموتون ولا يهرمون ولا يتغيرون. وقال الفراء: تقول العرب لمن كبر ولم يشمط: إنه مخلد.
قال ابن كيسان: يعني ولداناً لا يحولون من حالة إلى حالة.
قال سعيد بن جبير: مقرَّطون, يقال: خلد جاريته إذا حلاَّها بالخَلَد، وهو القُرْط.
قال الحسن: هم أولاد أهل الدنيا لم تكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها لأن الجنة لا ولادة فيها فهم خدَّام أهل الجنة.
{بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ}، فالأكواب جمع كوب، وهي الأقداح المستديرة الأفواه, لا آذان لها ولا عرى، والأباريق وهي: ذوات الخراطيم، سميت أباريق لبريق لونها من الصفاء.
{وَكَأْسٍ مِّن مَعِين}، خمر جارية. {لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا}، لا تصدع رؤوسهم من شربها، {وَلاَ يُنزِفُونَ} أي لا يسكرون هذا إذا قرئ بفتح الزاي, ومن كسر فمعناه لا ينفد شرابهم.
{وَفَـٰكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ}، يختارون ما يشتهون يقال تخيرت الشيء إذا أخذت خيره.
{وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونْ}، قال ابن عباس يخطر على قلبه لحم الطير فيصير ممثلاً بين يديه على ما اشتهى، ويقال: إنه يقع على صحفة الرجل فيأكل منه ما يشتهي ثم يطير فيذهب.
{وَحُورٌ عِينٌ}، قرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي بكسر الراء والنون، أي وبحور عين، أتبعه قوله: "بأكواب وأباريق", "وفاكهةٍ ولحم طير" في الإعراب وإن اختلفا في المعنى، لأن الحور لا يطاف بهن. كقول الشاعر:
إذا ما الغانياتُ بَرَزْنَ يوماًوزجَّجن الحواجِبَ والعُيونا
والعين لا تزجج وإنما تكحل, ومثله كثير. وقيل: معناه ويكرمون بفاكهة ولحم طير وحور عين. وقرأ الباقون بالرفع أي: ويطوف عليهم حور عين. وقال الأخفش رفع على معنى لهم حور عين, وجاء في تفسيره "حور عين" بِيض ضِخَام العيون.