{ كَأَمْثَـٰلِ ٱللُّؤْلُؤِ المَكْنُون }، المخزون في الصدف لم تمسه الأيدي. ويروى: أنه يسطع نور في الجنة, قالوا: وما هذا؟ قالوا: ضوء ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها.
ويروى: أن الحوراء إذا مشت يسمع تقديس الخلاخل من ساقيها وتمجيد الأسورة من ساعديها، وإن عقد الياقوت ليضحك من نحرها، وفي رجليها نعلان من ذهب شراكهما من لؤلؤ يصرَّان بالتسبيح.
{ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }.
{ لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً * إِلاَّ قِيلاً }، أي قولاً: { سَلاَماً سَلاَماً } نصبهما اتباعاً لقوله "قيلاً" أي يسمعون قيلاً سلاماً سلاماً. قال عطاء: يحيِّي بعضهم بعضاً بالسلام. ثم ذكر أصحاب اليمين وعجَّب من شأنهم فقال جل ذكره:
{ وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ }، لا شوك فيه، كأنه خُضِد شوكه، أي قطع ونزع منه، هذا قول ابن عباس وعكرمة. وقال الحسن: لا يعقر الأيدي. قال ابن كيسان: هو الذي لا أذى فيه. قال: وليس شيء من ثمرة الجنة في غلف كما يكون في الدنيا من الباقلاء وغيره بل كلها مأكول ومشروب ومشموم ومنظور إليه. قال الضحاك ومجاهد: هو الموقر حملاً. قال سعيد بن جبير: ثمارها أعظم من القلال. قال أبو العالية والضحاك: نظر المسلمون إلى وَج - وهو واد مخصب بالطائف - فأعجبهم سدرها، وقالوا: يا ليت لنا مثل هذا فأنزل الله هذه الآية.