التفاسير

< >
عرض

وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ
٢٩
وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ
٣٠
وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ
٣١
-الواقعة

معالم التنزيل

{ وَطَلْحٍ }، أي موز, واحدتها طلحة، عن أكثر المفسرين. وقال الحسن: ليس هو بالموز ولكنه شجر له ظل بارد طيب. قال الفرَّاء, وأبو عبيدة: الطلح عند العرب: شجر عظام لها شوك.

وروى مجاهد عن الحسن بن سعد قال: قرأ رجل عند علي رضي الله, عنه: "وطلح منضود"، فقال: وما شأن الطلح؟ إنما هو طلع منضود, ثم قرأ "طلعها هضيم"، قلت: يا أمير المؤمنين إنها في المصحف بالحاء أفلا تحولها؟ فقال: إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحول.

و"المنضود" المتراكم الذي قد نضد بالحمل من أوله إلى آخره، ليست له سوق بارزة: قال مسروق أشجار الجنة من عروقها إلى أفنانها ثمرٌ كلُّه.

{ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ }، دائم لا تنسخه الشمس والعرب تقول للشيء الذي لا ينقطع: ممدود.

أخبرنا أبو علي بن حسان بن سعيد المنيعي, أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان, حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال: حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله: "في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها" .

وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله: { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } قال: شجرة في الجنة على ساقٍ يخرج إليها أهل الجنة فيتحدثون في أصلها ويشتهي بعضهم لهو الدنيا فيرسل الله عزّ وجلّ عليها ريحاً من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا.

{ وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ }، مصبوب يجري دائماً في غير أخدود لا ينقطع.