{ أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ * قُلْ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ وَٱلأَخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَـٰتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا ٱلضَّآلُّونَ ٱلْمُكَذِّبُونَ * لأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ * فَمَالِـئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ * فَشَـٰرِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْحَمِيمِ * فَشَـٰرِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ }، قرأ أهل المدينة, وعاصم, وحمزة: "شُرْب" بضم الشين. وقرأ الباقون بفتحها وهما لغتان, فالفتح على المصدر, والضم اسم بمعنى المصدر كالضَّعف والضُّعف و"الهيم" الإبل العطاش، قال عكرمة وقتادة: الهيام داء يصيب الإبل لا تَرْوَى معه, ولا تزال تشرب حتى تهلك. يقال: جمل أهيم، وناقة هيماء، والإبل هيم. وقال الضحاك وابن عيينة: "الهيم" الأرض السهلة ذات الرمل.
{ هَـٰذَا نُزُلُهُمْ }، يعني ما ذكر من الزقوم والحميم، أي رزقهم وغذاؤهم وما أٌعَّدلهم، { يَوْمَ ٱلدين }، يوم يجازون بأعمالهم ثم احتج عليهم في البعث بقوله:
{ نَحْنُ خَلَقْنَـٰكُمْ }، قال مقاتل خلقناكم ولم تكونوا شيئاً, وأنتم تعلمون ذلك، { فَلَوْلاَ } فهلا { تُصَدِّقُونَ }، بالبعث.
{ أفَرَأيْتُمْ مَا تُمْنُون }، تصبون في الأرحام من النطف.
{ ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ }، يعني أأنتم تخلقون ما تمنون بشراً. { أمْ نَحْنُ ٱلخَالِقُونَ * نَحْنُ قَدَّرنَا }، قرأ ابن كثير بتخفيف الدال والباقون بتشديدها وهما لغتان، { بَيْنَكُمُ ٱلمَوْتَ }، قال مقاتل فمنكم من يبلغ الهرم ومنكم من يموت صبياً وشاباً. وقال الضحاك: تقديره: إنه جعل أهل السماء وأهل الأرض فيه سواء, فعلى هذا يكون معنى "قدَّرنا": قضينا.
{ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ }، بمغلوبين عاجزين عن إهلاككم وإبدالكم بأمثالكم.