التفاسير

< >
عرض

سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ
٢١
مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ
٢٢
لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
٢٣
ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ
٢٤
-الحديد

معالم التنزيل

{ سَابِقُوۤاْ } سارعوا، { إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } لو وصل بعضها ببعض، { أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ، ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } فبين أن أحداً لا يدخل الجنة إلا بفضل الله.

قوله عزّ وجلّ: { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى ٱلأَرْضِ } يعني: قحط المطر، وقلة النبات، ونقص الثمار، { وَلاَ فِىۤ أَنفُسِكُمْ } يعني: الأمراض وفقد الأولاد، { إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ } يعني: اللوح المحفوظ، { مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا } من قبل أن نخلق الأرض والأنفس. قال ابن عباس: من قبل أن نبرأ المصيبة. وقال أبو العالية: يعني النَّسَمَة، { إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ }، أي إثبات ذلك على كثرته هين على الله عزّ وجلّ.

{ لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ }، تحزنوا، { عَلَىٰ مَا فاتكم }، من الدنيا، { وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَٰكُمْ }، قرأ أبو عمرو بقصر الألف, لقوله "فاتكم" فجعل الفعل له، وقرأ الآخرون { آتاكم } بمد الألف، أي: أعطاكم. قال عكرمة: ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ولكن اجعلوا الفرح شكراً والحزن صبراً, { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور }، متكبر بما أوتي من الدنيا، "فخور" يفخر به على الناس.

قال جعفر بن محمد الصادق: يا ابن آدم مالك تأسف على مفقود لا يرده إليك الفوت، ومالك تفرح بموجود لا يتركه في يدك الموت.

{ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ }، قيل: هو في محل الخفض على نعت المختال. وقيل: هو رفع بالابتداء وخبره فيما بعده. { وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ وَمَن يتولَّ }، أي يعرض عن الإيمان, { فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ }، قرأ أهل المدينة والشام: { فإن الله الغني }، بإسقاط هو، وكذلك هو في مصاحفهم.