التفاسير

< >
عرض

لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ
١٢
لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِّنَ ٱللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ
١٣
لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ
١٤
-الحشر

معالم التنزيل

{ لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ }, وكان الأمر كذلك، فإنهم أخرجوا من ديارهم فلم يخرج المنافقون معهم، وقوتلوا فلم ينصروهم:

قوله تعالى: { وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ ٱلأَدْبَٰرَ }، أي لو قدر وجود نصرهم. قال الزجَّاج: معناه لو قصدوا نصر اليهود لولوا الأدبار منهزمين، { ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }، يعني بني النضير لا يصيرون منصورين إذا انهزم ناصرهم.

{ لأَنتُمْ }, يا معشر المسلمين، { أَشَدُّ رَهْبَةً فِى صُدُورِهِمْ مِّنَ ٱلله }، أي يرهبونكم أشد من رهبتهم من الله، { ذلكَ }، أي ذلك الخوف منكم، { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون }، عظمة الله.

{ لاَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ }، يعني اليهود، { جَمِيعاً إِلاَّ فِى قُرىً مُحْصَنَةٍ }، أي لا يبرزون لقتالكم إنما يقاتلونكم متحصنين بالقرى والجدران، وهو قوله: { أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ }، قرأ ابن كثير وأبو عمرو: "جدار" على الواحد، وقرأ الآخرون "جُدُر" بضم الجيم والدال على الجمع. { بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ }، أي: بعضهم فظٌّ على بعض, وعداوة بعضهم بعضاً شديدة. وقيل: بأسهم فيما بينهم من وراء الحيطان والحصون شديد، فإذا خرجوا لكم فهم أجبن خلق الله، { تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى }، متفرقة مختلفة، قال قتادة: أهل الباطل مختلفة أهواؤهم، مختلفة شهادتهم، مختلفة أعمالهم، وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق. وقال مجاهد: أراد أن دين المنافقين يخالف دين اليهود. { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ }.