التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ
٢٢
هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٢٣
-الحشر

معالم التنزيل

{ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ }، "الغيب": ما غاب عن العباد مما لم يعاينوه ولم يعلموه، والشهادة ما شاهدوه وما علموه، { هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ }.

{ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ }، الطاهر من كل عيب, المنزه عما لا يليق به، { السلام }، الذي سلم من النقائص، { المؤمن }، قال ابن عباس: هو الذي أمن الناس من ظلمه وأمن من آمن به من عذابه، هو من الأمان الذي هو ضد التخويف كما قال: { { وَءَامَنَهُم مِّنْ خوف } [قريش: 4]، وقيل: معناه المصدِّق لرسله بإظهار المعجزات، والمصدق للمؤمنين بما وعدهم من الثواب، وللكافرين بما أوعدهم من العقاب.

{ ٱلمُهَيْمِنُ }، الشهيد على عباده بأعمالهم، وهوقول ابن عباس, ومجاهد, وقتادة, والسدي, ومقاتل. يقال: هيمن يهيمن فهو مهيمن, إذا كان رقيباً على الشيء، وقيل: هو في الأصل مؤيمن قلبت الهمزة هاء، كقولهم: أرقت وهرقت، ومعناه, المؤمن. وقال الحسن: الأمين. وقال الخليل: هوالرقيب الحافظ. وقال ابن زيد: المصدق. وقال سعيد بن المسيب, والضحاك: القاضي. وقال ابن كيسان: هو اسم من أسماء الله تعالى في الكتب والله أعلم بتأويله.

{ ٱلْعَزِيزُ ٱلجَبَّارُ }، قال ابن عباس: "الجبار" هو العظيم، وجبروت الله عظمته، وهو على هذا القول صفة ذات الله، وقيل: هو من الجبر وهو الإصلاح، يقال: جبرت الأمر، وجبرت العظم إذا أصلحته بعد الكسر، فهو يغني الفقير ويُصلح الكسير. وقال السدي ومقاتل: هو الذي يقهر الناس ويجبرهم على ما أراد. وسئل بعضهم عن معنى الجبار فقال: هو القهار الذي إذا أراد أمراً فعله لا يحجزه عنه حاجز.

{ ٱلْمُتَكَبِّرُ }، الذي تكبر عن كل سوء. وقيل: المتعظم عما لا يليق به. وأصل الكبر, والكبرياء: الامتناع. وقيل: ذوالكبرياء وهو الملك، { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }.