التفاسير

< >
عرض

مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَىۤ إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
١٦٠
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
١٦١
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٦٢
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ
١٦٣
-الأنعام

معالم التنزيل

قوله عزّ وجلّ: { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } أي: له عشر حسنات أمثالها، وقرأ يعقوب "عَشْرٌ" منون، "أَمثالُها" بالرفع. { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَىۤ إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }.

أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي ثنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا محمد بن يوسف القطان ثنا محمد بن يوسف السلمي ثنا عبدالرزاق أنا معمر عن همام بن منبه ثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحسن أحدُكم إسلامه فكلُّ حسنة يعملُها تُكتبُ له بعشرِ أمثالها إلى سبعمائةِ ضعف، وكلُّ سيئةٍ يعملُها تُكتبُ له بمثلها حتى يلْقَى الله عزّ وجلّ" .

وأخبرنا إسماعيل بن عبدالقاهر الجرجاني ثنا عبدالغافر بن محمد الفارسي ثنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تبارك وتعالى: مَنْ جاءَ بالحسنةِ فلَهُ عشرُ أمثالِها وأزيد، ومَنْ جاءَ بالسيّئةِ فجزاءُ سيئةٍ مثلها أو أغفر، ومنْ تقرّبَ منّي شِبْراً تقرّبتُ منه ذراعاً ومنْ تقرّب منّي ذِراعاً تقرّبتُ منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً، ومن لقيني بِقُرَابِ الأرض خطيئةً لا يُشركُ بي شيئاً لقيتُه بمثلها مغفرة"

قال ابن عمر: الآية في غير الصدقات من الحسنات، فأما الصدقات تضاعف سبعمائة ضعف.

قوله تعالى: { قُلْ إِنَّنِى هَدَانِى رَبِّىۤ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا }، قرأ أهل الكوفة والشام "قيماً" بكسر القاف وفتح الياء خفيفةً، وقرأ الآخرون بفتح القاف وكسر الياء مشدداً ومعناهما واحد وهو القويم المستقيم، وانتصابه على معنى هداني ديناً قيماً، { مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }.

{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى }، قيل: أراد بالنسك الذبيحة في الحجّ والعمرة، وقال مقاتل: نسكي: حجي، وقيل: ديني، { وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى }، أي: حياتي ووفاتي، { لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ }، أي: هو يحييني ويميتني، وقيل: محياي بالعمل الصالح ومماتي إذا مت على الإيمان لله رب العالمين، وقيل: طاعتي في حياتي لله وجزائي بعد مماتي من الله ربِّ العالمين. قرأ أهل المدينة: "ومحياي" بسكون الياء و "مماتي" بفتحها، وقراءة العامة "محياي" بفتح الياء لئلا يجتمع ساكنان.

قوله تعالى: { لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } قال قتادة: وأنا أوّل المسلمين من هذه الأمة.