{ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ * يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ }.
{ أَلَمْ يَأْتِكُمْ }، يخاطب كفار مكة، { نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ }، يعني الأمم الخالية، { فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ }، يعني ما لحقهم من العذاب في الدنيا، { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }، في الآخرة.
{ ذَلِكَ }، العذاب، { بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَقَالُوۤاْ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا }، ولم يقل: يهدينا, لأن البشر, وإن كان لفظه واحداً, فإنه في معنى الجمع، وهو اسم الجنس لا واحد له من لفظه، وواحده إنسان، ومعناها: ينكرون ويقولون آدمي مثلنا يهدينا! { فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ }، عن إيمانهم، { وَٱللَّهُ غَنِيّ }، عن خلقه، { حَمِيدٌ }، في أفعاله. ثم أخبر عن إنكارهم البعث فقال جلّ ذكره:
{ زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ }، يا محمد، { بَلَىٰ وَرَبِّى لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ * فَـآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلنّورِ ٱلَّذِىۤ أَنزَلْنَا }، وهو القرآن، { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }.