{ فَٱنطَلَقُواْ }، مشوا إليها، { وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ }، يتسارون, يقول بعضهم لبعض سراً: { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ }.
{ وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ }، "الحرد" في اللغة يكون بمعنى القصد والمنع والغضب، قال الحسن, وقتادة, وأبو العالية: على جد وجهد.
وقال القرظي, ومجاهد, وعكرمة: على أمر مجتمع عليه قد أسسوه بينهم. وهذا على معنى القصد لأن القاصد إلى الشيء جاد مجمع على الأمر.
وقال أبو عبيدة والقتيبي: غدوا من بيتهم على منع المساكين، يقال: حارَدتِ السَّنة, إذا لم يكن لها مطر، وحاردت الناقة إذا لم يكن لها لبن.
وقال الشعبي وسفيان: على حنق وغضب من المساكين.
وعن ابن عباس قال: على قدرة، { قَادِرِينَ }، عند أنفسهم على جنتهم وثمارها, لا يحول بينها وبينهم أحد.
{ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوۤاْ إنَّا لَضَالّون }، أي لما رأوا الجنة محترقة قالوا: إنا لمخطئون الطريق, أضللنا مكان جنتنا، ليست هذه بجنتنا. فقال بعضهم:
{ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ }، حرمنا خيرها ونفعها بمنعنا المساكين وتركنا الاستثناء.
{ قَالَ أَوْسَطُهُمْ }، أعدلهم وأعقلهم وأفضلهم: { أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبّحون }، هلا تستثنون، أنكر عليهم ترك الاستثناء في قولهم: "ليصرمُنَّها مصبحين"، وسمي الاستثناء تسبيحاً لأنه تعظيم لله, وإقرار بأنه لا يقدر أحد على شيء إلا بمشيئته.
وقال أبو صالح: كان استثناؤهم سبحان الله، وقيل: هلا تسبحون الله وتقولون: سبحان الله, وتشكرونه على ما أعطاكم. وقيل: هلا تستغفرونه من فعلكم.