التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
٢٩
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ
٣٠
قَالُواْ يٰوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ
٣١
عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ
٣٢
كَذَلِكَ ٱلْعَذَابُ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
٣٣
إِنَّ لِّلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ
٣٤
أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ
٣٥
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
٣٦
أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ
٣٧
إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ
٣٨
-القلم

معالم التنزيل

{ قَالُواْ سُبْحَـٰنَ رَبِّنَآ }، نزَّهوه عن أن يكون ظالماً فيما فعل, وأقروا على أنفسهم بالظلم فقالوا: { إِنَّا كُنَّا ظَالِمِين }، بمنعنا المساكين.

{ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَـٰوَمُونَ }، يلوم بعضهم بعضاً في منع المساكين حقوقهم, ونادوا على أنفسهم بالويل:

{ قَالُواْ يٰوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَـٰغِينَ }، في منعنا حق الفقراء. وقال ابن كيسان: طغينا نِعَمَ الله فلم نشكرها ولم نصنع ما صنع آباؤنا من قبل.

ثم رجعوا إلى أنفسهم فقالوا: { عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٰغِبُونَ }، قال عبد الله بن مسعود: بلغني أن القوم أخلصوا, وعرف الله منهم الصدق, فأبدلهم بها جنة يقال لها الحيوان، فيها عنب يحمل البغل منه عنقوداً واحداً.

قال الله تعالى: { كَذَلِكَ ٱلْعَذَابُ }، أي: كفعلنا بهم نفعل بمن تعدى حدودنا وخالف أمرنا، { وَلَعَذَابُ ٱلأَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون }. ثم أخبر بما عنده للمتقين فقال:

{ إِنَّ لِّلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ }، فقال المشركون: إنا نعطى في الآخرة أفضل مما تعطون فقال الله تكذيباً لهم:

{ أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَـٰبٌ }، نزل من عند الله، { فِيهِ }، في هذا الكتاب، { تَدْرُسُونَ }، تقرؤون.

{ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ }، في ذلك الكتاب، { لَمَا تَخَيَّرُون }، تختارون وتشتهون.