التفاسير

< >
عرض

كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ
٢٤
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ
٢٥
وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ
٢٦
يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ
٢٧
مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ
٢٨
هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ
٢٩
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ
٣٠
ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ
٣١
ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ
٣٢
-الحاقة

معالم التنزيل

قال لهم: { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئاً بِما أسلَفْتُمْ }، قدمتم لآخرتكم من الأعمال الصالحة، { فِى ٱلأَيَّامِ ٱلخَالِيةِ }، الماضية يريد أيام الدنيا.

{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِشِمَالِهِ }، قال ابن السائب تُلْوَى يده اليسرى من صدره خلف ظهره ثم يعطى كتابه. وقيل: تنزع يده اليسرى من صدره إلى خلف ظهره ثم يعطى كتابه؛ { فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ }، يتمنى أنه لم يؤت كتابه لما يرى فيه من قبائح أعماله.

{ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ }، يقول: يا ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت القاضية الفارغة من كل ما بعدها، والقاطعة للحياة، فلم أحي بعدها. و"القاضية": موت لا حياة بعده, يتمنى أنه لم يبعث للحساب. قال قتادة: يتمنى الموت وإن لم يكن عنده في الدنيا شيء أكره من الموت.

{ مَآ أَغْنَىٰ عَنِّى مَالِيَهْ }، لم يدفع عني من عذاب الله شيئاً.

{ هَلَكَ عَنِّى سُلْطَـٰنِيَهْ }، ضلت عني حجتي، عن أكثر المفسرين، وقال ابن زيد: زال عني ملكي وقوتي. قال مقاتل: يعني حين شهدت عليه الجوارح بالشرك يقول الله لخزنة جهنم:

{ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ }، اجمعوا يده إلى عنقه.

{ ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوه }، أي أدخلوه الجحيم.

{ ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فاسلُكُوهُ }، فأدخلوه فيها. قال ابن عباس: سبعون ذراعاً بذراع المَلَك، فتدخل في دبره وتخرج من منخره. وقيل: تدخل في فيه وتخرج من دبره. وقال نوف البكالي: سبعون ذراعاً, كل ذراع سبعون باعاً, كل باع أبعد مما بينك وبين مكة، وكان في رحبة الكوفة. وقال سفيان: كل ذراع سبعون ذراعاً. وقال الحسن: الله أعلم أي ذراع هو.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة, أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث, أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي, أخبرنا عبد الله بن محمود, حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال, حدثنا عبد الله بن المبارك, عن سعيد بن يزيد, عن أبي السمح, عن عيسى بن هلال الصدفي, عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن رضاضة مثل هذه - وأشار إلى مثل الجمجمة - أرسلت من السماء إلى الأرض, وهي مسيرة خمسمائة سنة، لبلغت الأرض قبل الليل، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفاً الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها" .

وعن كعب قال: لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقة منها.