قوله تعالى: { أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً } يعني: إبليس والأصنْام، { وَهُمْ يُخْلَقُونَ }، أي: هم مخلوقون.
{ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا }، أي: الأصنام لا تنصر من أطاعها، { وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ }، قال الحسن: لا يدفعون عن أنفسهم مكروه من أرادهم بكسر أو نحوه، ثم خاطب المؤمنين فقال:
{ وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ }، وإن تدعوا المشركين إلى الإسلام، { لاَ يَتَّبِعُوكُمْ }، قرأ نافع بالتخفيف، وكذلك:
{ { يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } [الشعراء: 224]، وقرأ الآخرون بالتشديد فيهما وهما لغتان، يقال: تبعه تبعاً وأتبعه إتّباعاً. { سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ }، إلى الدين، { أَمْ أَنتُمْ صَـٰمِتُونَ }، عن دعائهم لا يؤمنون؛ كما قال: { { سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [البقرة: 6]، وقيل: "وإن تدعوهم إلى الهدى"، يعني الأصنام، لا يتبعوكم لأنها غير عاقلة.
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ }، يعني الأصنام، { عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ }، يريد أنها مملوكة أمثالكم. وقيل: أمثالكم في التسخير، أي: أنهم مُسخّرون مذلَّلون لَِمَا أريد منهم. قال مقاتل: قوله "عبادٌ أمثالكم" أراد به الملائكة، والخطاب مع قوم كانوا يعبدون الملائكة. والأول أصح.
{ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ }، أنها آلهة. قال ابن عباس: فاعبدوهم، هل يثيبونكم أو يجازونكم إن كنتم صادقين أن لكم عندها منفعة.