{ أَوَعَجِبْتُمْ }، ألف استفهام دخلت على واو العطف، { أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ }، قال ابن عباس رضي الله عنهما: موعظة. وقيل: بيان. وقيل: رسالة. { عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ }، عذاب الله إن لم تؤمنوا، { وَلِتَتَّقُواْ }، أي: لكي تتّقوا الله، { وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }، لكي ترحموا.
{ فَكَذَّبُوهُ } يعني: كذبوا نوحاً، { فَأَنجَيْنَـٰهُ }، من الطوفان، { وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ }، في السفينة، { وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـآيَـٰتِنَآ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ }، أي: كفاراً. قال ابن عباس: عميت قلوبهم عن معرفة الله. قال الزجاج: عموا عن الحق والإيمان، يقال: رجلٌ عمٍ عن الحق وأعمى في البصر. وقيل: العمى والأعمى كالخضر والأخضر. قال مقاتل: عموات عن نزول العذاب بهم وهو الغرق.
قوله تعالى: { وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا }، أي: وأرسلنا إلى عاد - وهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام - وهي عاد الأولى "أَخاهم" في النسب لا في الدين، "هودًا" وهو هود بن عبدالله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عوص، وقال ابن إسحاق: هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، { قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }، أفلا تخافون نقمته؟.
{ قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ }، يا هود، { فِي سَفَاهَةٍ }، في حمق وجهالة. قال ابن عباس رضي الله عنهما: تدعو إلى دين لا تعرفه، { وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ }، أنك رسول الله إلينا.
{ قَال } هود: { يَـٰقَوْمِ لَيْسَ بِى سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّى رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ }.