التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَداً
٧
وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً
٨
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً
٩
وَأَنَّا لاَ نَدْرِيۤ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً
١٠
وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً
١١
-الجن

معالم التنزيل

{ وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ }، يقول الله تعالى: إن الجن ظنوا، { كَمَا ظَنَنتُم }، يا معشر الكفار من الإنس، { أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أحداً }، بعد موته.

{ وَأَنَّا }، تقول الجن: { لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ }، قال الكلبي: السماء الدنيا، { فَوَجَدْنَـٰهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً }، من الملائكة { وشُهُباً }، من النجوم.

{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا }, من السماء، { مَقَـٰعِدَ لِلسَّمْعِ }، أي: كنا نستمع، { فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلأَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رصداً }، أرصد له ليرمى به.

قال ابن قتيبة: إن الرجم كان قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لم يكن مثل ما كان بعد مبعثه في شدة الحراسة، وكانوا يسترقون في بعض الأحوال، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم منعوا من ذلك أصلاً ثم قالوا:

{ وَأَنَّا لاَ نَدْرِىۤ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِى ٱلأََرْضِ }، برمي الشهب، { أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً }.

{ وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ }، دون الصالحين, { كُنَّا طَرَآئِقَ قِدداً }، أي: جماعات متفرقين وأصنافاً مختلفة، والقِدَّةُ: القطعة من الشيء، يقال: صار القوم قدداً إذا اختلفت حالاتهم، وأصلها من القَدّ وهو القطع. قال مجاهد: يعنون: مسلمين وكافرين.

وقيل: ذوو أهواء مختلفة, وقال الحسن والسدي: الجن أمثالكم فمنهم قدرية ومرجئة ورافضة.

وقال ابن كيسان: شيعاً وفرقاً لكل فرقة هوى كأهواء الناس.

وقال سعيد بن جبير: ألواناً شتى, وقال أبو عبيدة: أصنافاً.