{ وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ }، بالتوحيد والتعظيم، { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً }، قال ابن عباس وغيره: أخلص إليه إخلاصاً. وقال الحسن: اجتهد. وقال ابن زيد: تفرغ لعبادته. قال سفيان: توكل عليه توكلاً. وقيل: انقطع إليه في العبادة انقطاعاً، وهو الأصل في الباب، يقال: تبتلت الشيء أي: قطعته، وصدقهٌ بتةٌ: أي: مقطوعة عن صاحبها لا سبيل له عليها، والتبتيل: التقطيع تفعيل، منه يقال: بتلته فتبتل، والمعنى: بتّل نفسك إليه، ولذلك قال: تبتيلاً. قال زيد ابن أسلم: التبتل رفض الدنيا وما فيها، والتماس ما عند الله تعالى.
{ رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ }، قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو وحفص: "ربُّ" برفع الباء على الابتداء، وقرأ الآخرون بالجر على نعت الرب في قوله: { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ }، { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلا }، قيّماً بأمورك ففوضها إليه.
{ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً }، نسختها آية القتال.
{ وَذَرْنِى وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُوْلِى ٱلنَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً }، نزلت في صناديد قريش المستهزئين. وقال مقاتل بن حيان: نزلت في المطعمين ببدر فلم يكن إلا يسير حتى قتلوا ببدر.
{ إِنَّ لَدَيْنَآ }، عندنا في الآخرة، { أنكَالاً }، قيوداً عظاماً لا تنفك أبداً واحدها نكل. قال الكلبي: أغلالاً من حديد، { وَجَحِيماً }.
{ وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ }، غير سائغة تأخذ بالحلق لا ينزل ولا يخرج وهو الزقوم والضريع. { وَعَذَاباً أليماً }.
{ يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ }، أي: تتزلزل وتتحرك، { وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً }، رملاً سائلاً. قال الكلبي: هو الرمل الذي أخذت منه شيئاً تبعك ما بعده، يقال: أهلت الرمل أهيله هيلاً إذا حركت أسفله حتى انهال من أعلاه.