التفاسير

< >
عرض

وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ
٥
وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ
٦
-المدثر

معالم التنزيل

{ وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ }، قرأ أبو جعفر وحفص عن عاصم ويعقوب: "والرُّجْز" بضم الراء، وقرأ الآخرون بكسرها وهما لغتان ومعناهما واحد. قال مجاهد, وعكرمة, وقتادة, والزهري, وابن زيد, وأبو سلمة: المراد بالرجز الأوثان، قال: فاهجرها ولا تقربها.

وقيل: الزاي فيه منقلبة عن السين، والعرب تعاقب بين السين والزاي لقرب مخرجهما، ودليل هذا التأويل قوله: { { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَـٰنِ } [الحج: 30].

وروي عن ابن عباس أن معناه: اترك المآثم.

وقال أبو العالية والربيع: "الرُّجْز" بضم الراء الصنم، وبالكسر: النجاسة والمعصية.

وقال الضحاك: يعني الشرك. وقال الكلبي: يعني العذاب.

ومجاز الآية: اهجر ما أوجب لك العذاب من الأعمال.

{ وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ }، أي: لا تعطِ مالكَ مصانعةً لتُعطى أكثر منه، وهذا قول أكثر المفسرين، قال الضحاك ومجاهد: كان هذا للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة. قال الضحاك: هما رباءان حلال وحرام، فأمّا الحلال فالهدايا، وأما الحرام فالربا. قال قتادة: لا تعطِ شيئاً طمعاً لمجازاة الدنيا، يعني أعطِ لربك وأردْ به اللهَ. وقال الحسن: معناه لا تمنن على الله بعملك فستكثره، قال الربيع: لا تكثرن عملك في عينك فإنه فيما أنعم الله عليك وأعطاك قليل. وروى خَصيف عن مجاهد: ولا تضعف أن تستكثر من الخير، من قولهم: حبل متين إذاكان ضعيفاً، دليله قراءة ابن مسعود: "ولا تمنن أن تستكثر", قال ابن زيد معناه: لا تمنن بالنبوة على الناس فتأخذ عليها أجراً أو عرضاً من الدنيا.