{ وَلِرَبِّكَ فَٱصْبِرْ }، قيل: فاصبر على طاعته وأوامره ونواهيه لأجل ثواب الله.
قال مجاهد: فاصبر لله على ما أوذيت. وقال ابن زيد: معناه حملت أمراً عظيماً محاربة العرب والعجم فاصبر عليه لله عزّ وجلّ. وقيل: فاصبر تحت موارد القضاء لأجل الله.
{ فَإِذَا نُقِرَ فِى النَّاقُور }، أي: نفخ في الصور، وهو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل, يعني النفخة الثانية.
{ فذلك }، يعني النفخ في الصور، { يَوْمَئِذٍ }، يعني يوم القيامة، { يَوْمٌ عَسِيرٌ }، شديد.
{ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ }، يعسر فيه الأمر عليهم، { غَيْرُ يَسِيرٍ }، غير هين.
قوله عزّ وجلّ: { ذَرْنِى وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً }، أي: خلقته في بطن أمه وحيداً فريداً لا مال له ولا ولد. نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي, كان يسمى الوحيد في قومه.
{ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً }. أي: كثيراً. قيل: هو ما يمد بالنماء كالزرع والضرع والتجارة. واختلفوا في مبلغه، قال مجاهد وسعيد بن جبير: ألف دينار. وقال قتادة: أربعة آلاف دينار. وقال سفيان الثوري: ألف ألف دينار. وقال ابن عباس: تسعة آلاف مثقال فضة. وقال مقاتل: كان له بستان بالطائف لا تنقطع ثماره شتاءً ولا صيفاً. وقال عطاء عن ابن عباس: كان له بين مكة والطائف إبل وخيل ونَعَم وغنم، وكان له عير كثيرة وعبيد وجوارٍ. وقيل: مالاً ممدوداً غلة شهر بشهر.