قال الله عزّ وجلّ: { فَإِنَّمَا هِىَ }، يعني النفخة الأخيرة، { زَجْرَةٌ }، صيحة، { وَٰحِدَةٌ }، يسمعونها.
{ فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ }، يعني: وجه الأرض, أي صاروا على وجه الأرض بعدما كانوا في جوفها. والعرب تسمي الفلاة ووجه الأرض: ساهرة. قال بعض أهل اللغة: تراهم سموها ساهرة لأن فيه نوم الحيوان وسهرهم. قال سفيان: هي أرض الشام. وقال قتادة: هي جهنم.
قوله عزّ وجلّ: { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } يقول: قد جاءك يا محمد حديث موسى.
{ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوىً }. فقال يا موسى: { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ }، علا وتكبر وكفر بالله.
{ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تزكىٰ }، قرأ أهل الحجاز ويعقوب بتشديد الزاي: أي تتزكى وتتطهر من الشرك، وقرأ الآخرون بالتخفيف وأصله تتزكى فأدغمت التاء الثانية في الزاي في القراءة الأولى, وحذفت في الثانية, ومعناه تتطهر من الشرك أي: تسلم وتصلح، قال ابن عباس: تشهد أن لا إله إلا الله.
{ وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ }، أي: أدعوك إلى عبادة ربك وتوحيده فتخشى عقابه.
{ فَأَرَاهُ ٱلأَيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ }، وهي العصا واليد البيضاء.