{ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ }، يتطهر من الذنوب بالعمل الصالح وما يتعلمه منك، وقال ابن زيد: يسلم.
{ أَوْ يَذَّكَّرُ }, يتعظ، { فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ }، الموعظة قرأ عاصم: "فتنفعه" بنصب العين على جواب "لعل" بالفاء, وقراءة العامة بالرفع نسقاً على قوله: "يذكر".
{ أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ }، قال ابن عباس: عن الله وعن الإيمان بما له من المال.
{ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ }، تتعرض له وتقبل عليه وتصغي إلى كلامه، وقرأ أهل الحجاز: "تَصَّدّى" بتشديد الصاد على الإدغام، أي: تتصدى، وقرأ الآخرون بتخفيف الصاد على الحذف.
{ وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ }، لا يؤمن ولا يهتدي، إن عليك إلاّ البلاغ.
{ وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ }، يمشي يعني: ابن أم مكتوم.
{ وَهُوَ يَخْشَىٰ }، الله عزّ وجل.
{ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ }، تتشاغل وتعرض عنه.
{ كلاَّ }، زجر, أي لا تفعل بعدها مثلها، { إِنَّهَا } يعني هذه الموعظة. وقال مقاتل: آيات القرآن. { تَذْكِرَةٌ }، موعظة وتذكير للخلق.
{ فَمَن شَآءَ }، من عباد الله, { ذَكَرَهُ }، أي اتعظ به. وقال مقاتل: فمن شاء اللهُ ذكره وفهّمه, واتعظ بمشيئته وتفهيمه، والهاء في "ذكره" راجعة إلى القرآن والتنزيل والوعظ. ثم أخبر عن جلالته عنده فقال:
{ فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ }، يعني اللوح المحفوظ. وقيل: كتب الأنبياء عليهم السلام، دليله قوله تعالى:
{ { إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ } [الأعلى:18- 19].