{ وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ }، قرأ أهل المدينة والشام, وحفص عن عاصم: "سُعِّرت" بالتشديد، وقرأ الباقون بالتخفيف أي: أوقدت لأعداء الله.
{ وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ }، قُرّبت لأولياء الله.
{ عَلِمَتْ }, عند ذلك { نَفْسٌ } أي: كل نفس { مَّآ أَحْضَرَتْ }, من خير أو شر، وهذا جواب لقوله: { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } وما بعدها.
قوله عزّ وجلّ: { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ }، "لا" زائدة, معناه: أقسم بالخنس، { ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ }, قال قتادة: هي النجوم تبدو بالليل وتخنس بالنهار، فتُخفى فلا تُرى.
وعن علي أيضاً: أنها الكواكب تخنس بالنهار فلا ترى، وتكنس تأوي إلى مجاريها.
وقال قوم: هي النجوم الخمسة: زحل, والمشتري, والمريخ, والزهرة, وعطارد، تخنس في مجراها, أي: ترجع وراءها وتكنس: تستتر وقت اختفائها وغروبها، كما تكنس الظباء في مغارها.
وقال ابن زيد: معنى "الخنس" أنها تخنس أي: تتأخر عن مطالعها في كل عام تأخراً تتأخره عن تعجيل ذلك الطلوع، تخنس عنه. و "الكُنَّس" أي تكنس بالنهار فلا ترى. وروى الأعمش عن إبراهيم, عن عبد الله أنها هي الوحش.
وقال سعيد بن جبير: هي الظباء. وهي رواية العوفي عن ابن عباس.
وأصل الخنوس: الرجوع إلى وراء، والكنوس: أن تأوي إلى مكانسها، وهي المواضع التي تأوي إليها الوحوش.
{ وَٱلَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ }، قال الحسن: أقبل بظلامه. وقال الآخرون: أدبر. تقول العرب: عسعس الليل وسعسع: إذا أدبر ولم يبق منه إلا اليسير.
{ وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ }، أقبل وبدا أوله, وقيل امتد ضوءه وارتفع.
{ إِنَّهُ }، يعني القرآن، { لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ }، يعني جبريل, أي: نزل به جبريل عن الله تعالى.