{ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ }، قرأ أبو جعفر بالياء، وقرأ الآخرون بالتاء لقوله: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَـٰفِظِينَ }، { بِٱلدِّينِ }، بالجزاء والحساب.
{ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَـٰفِظِينَ }، رقباء من الملائكة يحفظون عليكم أعمالكم.
{ كِرَاماً } على الله، { كَـٰتِبِينَ }، يكتبون أقوالكم وأعمالكم.
{ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }، من خير أو شر.
قوله عزّ وجلّ: { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ }, الأبرار الذين بروا وصدقوا في إيمانهم بأداء فرائض الله عزّ وجلّ واجتناب معاصيه.
{ وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ }، روي أن سليمان بن عبد الملك قال لأبي حازم المدني: ليت شعري مالنا عند الله؟ قال: اعرض عملك على كتاب الله فإنك تعلم مالك عند الله؟ فقال: فأين أجد في كتاب الله؟ فقال عند قوله: { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ }. قال سليمان فأين رحمة الله؟ قال:
{ { قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } [الأعراف: 56]. قوله عزّ وجلّ: { يَصْلَوْنَهَا يَوْمِ ٱلدِّين }، يدخلونها يوم القيامة { وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ }.
ثم عظَّم ذلك اليوم، فقال: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ }، ثم كرر تعجباًً لشأنه فقال:
{ ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ * يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ }، قرأ أهل مكة والبصرة "يومُ" برفع الميم, رداً على اليوم الأول، وقرأ الآخرون بنصبها, أي: في يوم, يعني: هذه الأشياء في يوم لا تملك { نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً }، قال مقاتل: يعني لنفس كافرة شيئاً من المنفعة، { وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لله }، أي لم يُملّكِ الله في ذلك اليوم أحداً شيئاً كما ملّكهم في الدنيا.