التفاسير

< >
عرض

إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ
١
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
٢
وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ
٣
وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ
٤
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
٥
يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ
٦
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ
٧
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً
٨
وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً
٩
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ
١٠
فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً
١١
وَيَصْلَىٰ سَعِيراً
١٢
-الانشقاق

معالم التنزيل

{ إذا ٱلسماءُ ٱنشَقَّتْ }, انشقاقها من علامات القيامة.

{ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا }، أي سمعت أمر ربها بالانشقاق وأطاعته، من الأذن وهو الاستماع، { وَحُقَّتْ }، أي وحق لها أن تطيع ربها.

{ وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ }، مدّ الأديم العكاظي، وزيد في سعتها. وقال مقاتل: سُوِّيت كمدّ الأديم, فلا يبقى فيها بناء ولا جبل.

{ وَأَلْقَتْ }، أخرجت، { مَا فيها }, من الموتى والكنوز، { وَتَخَلَتْ }، خلت منها.

{ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ }، واختلفوا في جواب "إذا", قيل: جوابه محذوف, تقديره: إذا كانت هذه الأشياء يرى الإنسان الثواب والعقاب.

وقيل جوابه: { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ }، ومجازه: إذا السماء انشقت لقي كل كادح ما عمله.

وقيل: جوابه: { وَأَذِنَتْ }، وحينئذ تكون الواو زائدة.

ومعنى قوله: { كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً }، أي ساعٍ إليه في عملك، والكدح: عمل الإنسان وجهده في الأمر من الخير والشر حتى يكدح ذلك فيه، أي يؤثر. وقال قتادة والكلبي والضحاك: عامل لربك عملاً، { فَمُلَـٰقِيهِ }، أي ملاقي جزاء عملك خيراً كان أو شراً.

{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ }، ديوان أعماله، { بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً }.

أخبرنا عبد الواحد المليحي, أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي, أخبرنا محمد بن يوسف, حدثنا محمد بن إسماعيل, حدثنا سعيد ابن أبي مريم, أخبرنا نافع, عن ابن عمر, حدثني ابن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حُوسبَ عُذّب قالت عائشة رضي الله عنها فقلت: يا رسول الله أوليس يقول الله عزّ وجلّ: { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً }؟ قالت: فقال: إنما ذلك العرض، ولكن من نُوقش في الحساب هلك" .

{ وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ }، يعني في الجنة من الحور العين والآدميات، { مَسْرُوراً }، بما أوتي من الخير والكرامة.

{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ }، فتغلُّ يده اليمنى إلى عنقه وتجعل يده الشمال وراء ظهره، فيؤتى كتابه بشماله من رواء ظهره. وقال مجاهد: تخلع يده اليسرى من وراء ظهره.

{ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً }، ينادي بالويل والهلاك إذا قرأ كتابه يقول: يا ويلاه يا ثبوراه، كقوله تعالى: { { دَعَواْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } [الفرقان: 13].

{ وَيَصْلَىٰ سَعِيراً }، قرأ أبو جعفر, وأهل البصرة, وعاصم, وحمزة: و "يَصْلى" بفتح الياء خفيفاً كقوله: { { يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } [الأعلى: 12]، وقرأ الآخرون بضم الياء [وفتح الصاد] وتشديد اللام كقوله: { { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } [الواقعة: 94]، { { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } [الحاقة: 31].