التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ
١
وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ
٢
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ
٣
-البروج

معالم التنزيل

{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ * وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ }, هو يوم القيامة.

{ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ }.

أخبرنا عبد الواحد المليحي, أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان, أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني, حدثنا حميد بن زنجويه, حدثنا عبد الله بن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد, عن عبد الله بن رافع, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة, فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله فيهَا خيراً إلا استجاب الله له، أو يستعيذ به من شر إلا أعاذه منه" وهذا قول ابن عباس.

والأكثرون: أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر.

وروي عن ابن عمر: "الشاهد": يوم الجمعة, "والمشهود" يوم النحر.

قال سعيد بن المسيب: "الشاهد" يوم التروية، "والمشهود": يوم عرفة.

وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: "الشاهد": محمد صلى الله عليه وسلم و "المشهود": يوم القيامة، ثم تلا: { { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } [النساء: 41] وقال: ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود.

وقال عبد العزيز بن يحيى: "الشاهد" محمد صلى الله عليه وسلم، و "المشهود": الله عزّ وجلّ، بيانه: قوله { وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً }.

وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: "الشاهد": آدم, و "المشهود": يوم القيامة.

وقال عكرمة "الشاهد": الإنسان و "المشهود": يوم القيامة. وعنه أيضاً: الشاهد الملك يشهد على ابن آدم، والمشهود يوم القيامة. وتلا: { { وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } [ق: 21]، و { { وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } [هود: 103]، وقيل: الشاهد الحفظة والمشهود بنو آدم. وقال عطاء بن يسار: الشاهد آدم وذريته، والمشهود يوم القيامة.

وروى الوالبي عن ابن عباس: الشاهد هو الله عزّ وجلّ والمشهود يوم القيامة.

وقال الحسين بن الفضل: الشاهد هذه الأمة والمشهود سائر الأمم. بيانه: { { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَـٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ } [البقرة: 143].

وقال سالم بن عبد اللّه: سألت سعيد بن جبير عن قوله: { وَشَـٰهِدٍ وَمَشْهُودٍ }، فقال: الشاهد هو الله والمشهود: نحن، بيانه: { { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } [النساء: 79] وقيل: الشاهد أعضاء بني آدم، والمشهود ابن آدم, بيانه: { { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ } الآية [النور: 24]. وقيل: الشاهد الأنبياء والمشهود محمد صلى الله عليه وسلم، بيانه: قوله: { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَـٰقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ } إلى قوله: { { فَٱشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ } [آل عمران: 81].