{ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا}، فيستريح، {وَلاَ يَحْيَى}، حياة تنفعه.
{قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ}، تطَّهر من الشرك وقال: لا إله إلا الله، هذا قول عطاء وعكرمة، ورواية الوالبي وسعيد بن جبير عن ابن عباس. وقال الحسن: من كان عمله زاكياً.
وقال آخرون: هو صدقة الفطر, روي عن أبي سعيد الخدري في قوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ} قال: أعطى صدقة الفطر.
{وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ}، قال خرج إلى العيد فصلى، فكان ابن مسعود يقول: رحم الله امرءاً تصدق ثم صلى، ثم يقرأ هذه الآية. وروى نافع: كان ابن عمر إذا صلى الغداة - يعني من يوم العيد - قال: يا نافع أَخْرَجتَ الصدقة؟ فإن قلتُ: نعم, مضى إلى المصلى، وإن قلت: لا, قال: فالآن فأخْرِجْ, فإنما نزلت هذه الآية في هذا {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ}. وهو قول أبي العالية وابن سيرين.
وقال بعضهم: لا أدري ما وجه هذا التأويل؟ لأن هذه السورة مكية, ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر.
قال الشيخ الإمام محيي السنةرحمه الله : يجوز أن يكون النزول سابقاً عل الحكم كما قال: {وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ}, فالسورة مكية، وظهر أثر الحل يوم الفتح حتى قال عليه الصلاة والسلام:
"أحلت لي ساعة من نهار" وكذلك نزل بمكة: { { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } } [القمر: 45], قال عمر بن الخطاب: كنت لا أدري أي جمع يهزم، فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يَثبُ في الدرع ويقول: سيهزم الجمع ويولون الدبر, {وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ} أي: وذكر ربه فصلى، قيل: الذكر: تكبيرات العيد, والصلاة: صلاة العيد، وقيل: الصلاة ها هنا الدعاء.